Monday, April 19, 2010

إلى أمي الصديقة الرائعة




هي عندي ابرع رسامة في الكون ، فقد علمتني كيف احب الرسم
وعروسة المولد التي رسمتها هي و لونتها انا بالوان مختلطة ؛ كانت اول ارهاصات الفن عندي ، و لا انساها أبدا و لم انسى قولها:
ماتطلعيش اللون برة الرسمة

علمتني كيف استحم و ان الاستحمام ليس مجرد لهو بالماء و لكن له فنون و اصول و لابد بعد الدش ان تقلم اظافري كما قلمت مشاعري و زرعت
فيها حقول من الخيال ، طرحت فيما بعد كلمات و قصص كثيرة
تقول لي اليوم: بتجيبي الكلام الحلو ده منين!

علمتني التفصيل و الكروشية و التطريز و التريكو و اللاسيه و ربت في قناعاتي ان المرأة المنتجة لبيتها قيمة لا يستهان بها
و غزلت على مشاعري احلى نسيج من الذوق و الرقة و العذوبة
فمبدؤها : الشاطرة تغزل برجل حمار

علمتني ان احب ما اكتب حتى و ان كان كلاما عابرا لا يعجب احد ،فقد استمعت لاول قصائدي باهتمام بالغ، جعلني احب الشعر و احاول التجويد فيه بل و تجرأت بحقنة الشجاعة التي اعطتني اياها ؛و وقفت امام طلاب المدرسة جميعا القي ما كتبته من شعر، و الذي حاز على اعجاب الجميع؛ لا لانه كان رائعا ؛و لكن لكم الشجاعة التي القيته بها ،و التي لم يعرف احد حتى اليوم انها منها لا مني.
تقول لي دائما: جمدي قلبك و متخافيش
علمتني ان اراعي الواجب ؛ فكنت اراها تهرع الى اي عزاء للجيران او المعارف . و ان اخفض صوت التليفزيون حتى نراعي شعور جيراننا حتى و لو كان بيننا و بينهم اكثر من عمارة.
روضت تلك التصرفات الطائشة ،فالضحك لابد ان يكون بحساب، و ما يقال في البيت لا يقال في الشارع،و الذي لم اعرف قيمته الا عندما كبرت
قولها:مش اصول يا اولاد

و لا انسى كم كنت احرجها احيانا بسذاجتي و كلامي المنفلت امام هذه الجارة او تلك القريبة ،و التي تحكيلي اليوم عنه و هي تضحك ،و انا متأكده انها كانت تستشيط غضبا وقتها ،و لكن حقول التسامح عندها لا نهاية لها.
كانت تقول لي: مايتبلش في بقك فولة
علمتني الطهي ، و اكلت من يدي اكلات فظيعة لا طعم لها ،و لكنها صبرت حتى اتعلم و حكمتها :اتعلمي فيا بدل ما تتعلمي في جوزك
حتى اصبحت اليوم اطبخ بنفسها ،و روحها الحلوة تحلي كل الاكلات.


اليوم اكتب لك يا حبيبة القلب، يا غالية، كلمات من قلبي الى قلبك ،تطبع قبلات من فمي على خدك الرقيق
رسالة يقرؤها كل من يتابع مدونتي، و لا اخجل من ان اعلن انني...
نقطة في بحر جمالك
يا مامتي
اريد ان اسمع العالم كله انني ممتنة لعطائك ،شاكرة لجهدك، و ان كلمات الدنيا لا تكفيكي حقك.
و لا تتصوري مدى سعادتي منذ ان اصبحتي تتابعي مدونتي،
اصبحت اشعر ان الكلمة امانة ، و انني لابد ان ازرع فيها ما تحبي و تتمني ،فقد اصبحت اكتب لتقرئي أنت.

مرسوم على وجهي الآن و انا اكتب ابتسامة، لا اعرف ان كانت ابتسامة خجل من تقصيري معك!! ام ابتسامة لاني استدعيت وجهك الصبوح!! ام ابتسامة لاني اخاف ان ابكي من شوقي اليكي!!

في مثل هذا اليوم.. كان مولدك فقد قدمت الى الدنيا مع قدوم الربيع ،و انا للأسف لا امتلك لآلئ الدنيا و لا كنوز الشرق و لا نجوم السماء.
لا امتلك الا حبي لك و شوقي اليكي، اهديهما مع اعترافي بالامتنان اليك.
و كل عام و انتي امي الطيبة، و بارك الله لكي في صحتك و رزقك العافية و انعم عليك بشكره وحسن عبادته أنت و أبي الغالي.
كنت اتمنى ان ارفق صورة لكي مع هذه الرسالة ليراها كل محبي المدونة و يعرفوا ان هذه الرائعة امي
و لكني اعرف انك لا تحبي ذلك ،ربما تخافي من الشهرة
:)

كل عام و أنت طيبة و بارك الله لي في عمرك و رزقك الصحة و العافية
قبلاتي الحارة و شوقي المنهمر
و
سلام

ابنتك
عبير عبد الشافي ابراهيم

كلبوزة لكن سمباتيك
طهقانة&