Friday, November 30, 2012

مرثية

 
في قلبها ؛رسمت الأحزان طريقها، و لونته
 بلون الغربة الباهت
و نفثت رياح الوحدة صوت صفيرها الجارح
فزرعت سياج حادة من الفرقة بينها و بين الناس
هؤلاء الذين خذلوها 
و ابكوها
و طبعوا عليها ألوان قلوبهم  القاتمة
 و عاشت سنين طويلة في كهف الأهمال 

لتهرب من وحدتها القاسية ..رسمت على وجهها ابتسامة زائفة من الرضا
يحسب كل من يراها أنها من السعداء
و هي تعزف لحن الألم الحزين
ليل نهار


و جاء الربيع 
فرفعت شراع الأمل
تستقبل نسائم الحياة
لتحرك قاربها من زمرة التعساء لشط الأفراح
و سرت في شراينها بهجة دافئة بددت ثلوج الاغتراب

و استبشرت
ان الربيع قد يحمل لها الحلم السعيد
الذي خبئته سنين في صناديق الانتظار


عرفت تفاصيل وجهها الابتسام
و دق قلبها لأول مرة 
 فانتفض جسدها بفرحة اللقاء

 و لما نبتت زهور الأمان و ترعرعت شتلاتها الرقيقة


 جاء الشتاء ..متخطيا حدود الطبيعة 
و عاصفا بدور الصيف و الخريف
جاء مزمجرا
باردا
حادا
يخطف معطف الحب منها
و يجبرها على تحمل برودته
بلا غطاء

   وقفت لتنظر خلفها، حزينة
تعاتب من خذلوها و فرطوا في محبتها
بنظرة  ألم تغرقها الدموع
ثم خطت خطوات شجاعة
نحو الوحدة
من جديد  

Friday, November 23, 2012

عيون صديقتي


عيون صديقتي كتاب و رموشها الغزيرة قصص و حكايات ،و كحلها ليل طويل من الأحزان.
تكفيك نظرة واحدة  ، كي تفتح مغارة القصص الاسطورية المختبئة تحت جفونها و تتصفح رموشها في شوق لمعرفة آخر الرواية.
تحت هذا الرمش عمق و بصيرة ،و تحت الرمش الآخر؛ طفولة و براءة ،و ما أن تصل الى الرمش التالي؛ حتى تجد انوثة حانية و دلال.
الف معنا و معنى  يتشاجرون و يتضادون  في معارك خفيه في أرض رموشها السوداء.
تلك المصرية الملامح ، الأسطورية العيون، تجذبك من أول لقاء بنظراتها الخارقة ،و تلك العيون المتكلمة ،التي تزرع في عقلك مساحات من الشوق لمعرفة ترجمة للغة العيون ، فتُعمل عقلك و تستمتع بهذا الحذراللطيف.
في حوارات قليلة بين عيني و عينيها ، أثارت فضولي لمعرفة سر البريق الساطع من قمر عيونها ، تلك اللمعة المتخفيه وراء غيوم الكتمان و حياء الصمت.
و اكتشفت ان كحل الليل الساكن فوق جفونها.. متاهات ، لا يعرف بدايتها و نهايتها الا هي، فلكي ابحر في بحور اسرارها لابد ان تمنحني هي تصريح ملاحة.