Sunday, April 01, 2012

المصير

مصيري هو مصيركم، و هو ما نذهب اليه جميعا مهما اختلفت الواننا و اشكالنا و مبادئنا و افكارنا
هو المعبر الذي سنعبر حتما منه و نعود لنفترق و يكمل كل منا اتجاهه ليلقي مصيره
عن الموت اتحدث
ذلك الحدث الجلل الذي يحدث رغما عنك في وقت لا تتوقعه ،لا يفرق بين كبير و صغير ، يأتي لينسف كل ترتيباتك للغد
يصفعك على وجهك و يقول: توقف يا ابله ،علام تجري و تخاصم و تشاجر و تدبر !
فانت تسعى ما سعيت لأجل أن تعبر بي ، مخلفا ورائك مالك و اولادك و جاهك و عزوتك
موروثة كل تركتك ،حتى الملابس و لا يتبقى لك الا عملك و سيرتك بين الناس
انه الموت..
هاتفك يدق في منتصف الليل
ترد متعجبا من المتصل
قريبك؟!
خيرا
البقاء لله
من؟
فلان
عجبا فلان؟؟ انه يصغرني بأعوام
و لم العجب ...انه الموت
شعور يعتصرك.. ألم و ندم ..وجع و فراق
تساؤلات لا اجابات لها
افكار مبعثرة..ترتيبات محتملة...مواعيد الغيت، سفر تأجل
كل الحياة توقفت.. دقائق حداد

اختلطت دموع المشيعين بماء الغسل..كيف لشخص كان يغلق باب حمامه عليه ليغتسل في مراسم شديدة الخصوصية؛ كيف له ان يغتسل و قد تجمع حوله احبابه و قد تمدد أمامهم عار من كل شئ ليقلبوه يمينا و يسارا في مشهد الوداع الأخير!

سؤال لا جواب له الا.. انه الموت

تعفرت الارجل بتراب المدافن و سلمت الايدي على ايادي لا تعرفها ،و بكت العيون دموعا حارقات في مشهد من الحزن و الصدمة
و تقف عاجزا عن فعل شئ أمام صمت الحزن و صخب الألم
تكتشف أنك شديد الضئالة امام عظمة الموت

تستعيد نفسك رويدا رويدا من طرقات الاحزان و ترتب اوراقك ..متى سياتي دوري ؟ ماذا اعددت لهذه الرحلة؟ ماذا وضعت في حقيبتي؟ الشيكات ؟؟غير معترف بها في هذا المعبر بل ان كل حساباتي في البنوك ستوزع على اولادي و سيصبح لا حق لي في التصرف فيها ،لن احتاج بدلتي الجديدة التي اشتريتها بمبلغ ضخم بل ربما يأخذها قريبي فلان لان مقاسنا واحد، شقتي في المصيف الفلاني ستصبح بلا فائدة، سيارتي الفارهة الجديدة سيقودها فلان لتوصيلي لمثواي الاخير ثم يعود بها لاي مكان اخر الا عندي ،اقاربي واصدقائي و جيراني و اخواني سيترحمون علي؛ ثم ينخرطون في معترك الحياة من جديد و لا يتذكرني احد
ماذا اعددت لموتك؟ لا شئ
جهزت لكل الناس حولي ممتلكات يرثونها من بعدي و نسيت ان ابني لنفسي بيتا في الجنة !