Tuesday, May 29, 2007

هي و ابتسامتها



وقفت تراقب انفاسه وتتطلع الى اجهزة الاعاشة بحرص لتتاكد انه مازال حيا في الوقت الذي حضر فيه ابناؤه ليزوروه فتح عيناه باعياء واضح و استقبلهم بابتسامة ذابلة و قال

هو: اعلم انكم غاضبين مني.. و انكم تعتبروني اب غير جدير بالابوة ..و لكنكم مخطئين فلطالما احببتكم و حرصت على راحتكم ..و على ان تكونوا افضل حالا من غيركم

اعلم ان زواجي منها اغضب امكم و احزنكم و ظننتم اني اجري وراء الشباب و اتبع شهواتي كما المحت لكم امكم و لكن الان ..و الان فقط استطيع ان اطلعكم على الحقيقة

عشت مع امكم عشرين عاما في شجار و نقار و مشاحنات ..كانت دائما تنتقدني امام الناس.. بل و توبخني و تواجهني بعنف و تلومني على اقل التصرفات.. و كنت باستمرار اقوم بدور المدافع المبرر

كانت تحول كل لحظاتي السعيدة الى غم و نكد و خصام ..و عندما استسلمت للامر الواقع ..و حسبت ان قدري المحتوم ان اعيش مهان ملام ..ظهرت هي في حياتي نقطة نور في وسط الليل

احببت فيها بسمتها الدائمة و تقديرها لظروفي و حرصها على تقبل احوالي و تصرفاتي.. احببت فيها احترامها لي و صوتها الرقيق المنخفض في مناقشة اي امر يخصنا.. احببت فيها الانثى التي تشعرني كل لحظة برجولتي

حتى عندما مرضت.. و اصبحت ملازما لفراشي لم تفارقها الابتسامة و كانني اهديها كل يوم باقة ورد ..لا حفنة من الادوية و الملابس المتسخة

هي استطاعت ان تعيد لي كياني ..و فرحتي ..و بهجة حياتي.. وكيف لا و انت لا تستطيع ان تقف امام ابتسامة حانية و انت حزين
تلقى ابناؤه كلامه هذا غير مقتنعين، و لكنهم علموا انه لا وقت للجدال او الاعتراض، و لكونهم متاكدين انها فعلت ما فعلت لتوقع بابيهم في حبالها حتى تضمن ممول مادي لها و لاولادها من زواج سابق، و ما كانت ابتسامتها الا استدراج و ابتزاز للانفاق عليها و على صغارها..هذه هي قناعتهم و لن تغيرها كلمات بالية من رجل على فراش الموت
من وراء زجاج غرفة العناية المركزة، و بعيون دامعة محدقة ،سمعت هي ما دار من حوار وفرحت لحظة عندما علمت انها استطاعت ان تضيئ شمعة في حياته، و لكنها ما لبثت ان حزنت لعلمها ان حياته على وشك الانطفاء

وعندما انصرف الابناء لملمت دموعها و حبستهم و دخلت غرفته الزجاجية راسمة تلك الابتسامة المعهودة و قالت
هي: كيف حالك الان اراك افضل الحمد لله
هو:كيف لا و انت بجواري
هي:شفاك الله و عافاك لترجع لي الزوج الحنون الحبيب
هو:لا تخافي فقد امنت لك و لابنائك الحياة من بعدي
هي:لماذا تقول هكذا؟!و اي حياة هذه بدونك
هو:لم يعد وقت للمجاملات فقد اوشكت على الرحيل و لابد ان تعلمي اني تركت لك وصية عند المحامي تضمن لك عيشة كريمة و...0

هي:قاطعته..ومن قال لك اني اريد اي نقود انا اريدك انت..الزوج الحاني الذي عوضني عن فقد والد ابنائي ،و الاب الطيب الذي غمرني و غمر ابنائي بالعطف و الحنان
امسكت يداه بكلتا يداها ،و ضمتهم في خوف ممزوج بالحب و قبلتهم قبلة دامعة و اغمضت عيناها فلم تسمع غير صوت جهاز الاعاشة
بيب ..بيب ..بيب
و فجأة
سمعت صوت الجهاز لا ينقطع
بيــــــــــــــــــــــب
وقتها علمت ان دينامو بسمتها قد انطفأ و لم تعد لها غير الدموع
سمباتيك

Monday, May 14, 2007

الحلقة الرابعة و الخامسة- الأخيرة

الحلقة الرابعة



انتظمت زوبة في دروس (نحو الامية) - زي ما كانت بتسميها- و كانت كل يوم بعد العصر تتشطف و تلبس و تاخد الكراسة و القلم و الاستيكة و تطلع على المركز تاخد دروس محو الامية و تمشي في الشارع و هي كلها سعادة و ايباء و كانها رايحة تجيب الديب من ديله.0
و طبعا الموضوع مكنش سهل ابدا، عملية اتقانها لمسك القلم كانت عملية صعبة جدا و تعبت معاها المُدرسة لدرجة انها كانت حتعتزل التدريس و تبيع ترمس
ابلة (عفاف ماشي) مدرسة محو الامية في المركز؛ ست كبيرة سافر اولادها بعد ما اتخرجوا و اتجوزوا، و هي بتسلي وقت فراغها في تعليم كبار السن و اللي فاتهم قطار التعليم، و اشتهرت بالاسم ده لانها بتقول كلمة ماشي خمستلاف مرة في الدقيقة و نظرا لكبر سنها و وقوع معظم سنانها فكانت الشين بتطلّع معاها كل العلم اللي في بقها
و كان الطلبة بيتخانقوا على مين اللي يقعد ورا علشان ميطلهوش علم ابلة (عفاف ماشي )و يبل وشه و دفاتره

و في مرة جت زوبة متاخرة لقت كل الدكك اللي روا مليانة ،و اضطرت تقعد قدام في اول دكة مواجه (لدش) ابلة عفاف ماشي و استوعبت الدرس حرف حرف و كلمة كلمة و روحت مبلولة!0
كانت زنوبة طالبة مجتهده بتسهر تعمل الواجب و هي بتتعشى و كل يوم تودي الدفتر لابله (عفاف ماشى) و هو عليه زيت البطاطس المقلية و الطعمية و البتنجان و ساعات قطرات من الفول بالزيت و الليمون.0
و كانت ابلة عفاف بتعاقبها بانها تقعدها في اول دكة علشان تاخد الدش اقصد الدرس.0


لكن بعد سنة من المواظبة على دروس محو الامية اكتشفت زنوبة ان العلم ده بحوره واسعة و انها مش بتعرف تعوم كويس و اكتفت بانها اخدت شهادة من المركز بانها بتعرف تفك الخط و تكتب اسمها، و بدا الامل في انها تحقق ذاتها ينطفي و يذبل لحد ما حصل اللي حصل.0

في يوم و هي عند الست سوزان اللي في الدور السادس بتنظف لها الشقة كالعادة، لقت بنتها دنيا بتقولها
دنيا : يا مامي الخياطة مصرة تاخد تلتميت جنيه في الفستان و بالعافية رضيت تاخد متين و تمانين
طرطقت زوبة ودانها مستغربة و سمعت مدام سوزان بتقول
سوزان: شوفي خياطة تانية دي سفاحة
ردت نادين: دي ارخص واحدة في الحي الباقين مش بيرضوا باقل من خمسميت جنية
الفضول قطع صمت زوبة و خلاها تدخّل في الحوار
زوبة: ليه يا ابلة هو القماش غالي قوي كده؟!0
نادين: قماش اية يا زوبة ، انا اللي اشتريت القماش، دي الخياطة حتفصّل بس، بس علشان فستان خطوبة فمبيقلش تفصيله عن المبلغ ده.0

قفلت زوبة ودانها عن سماع باقي الحوار ، بعد ما سمعت الجملتين دول و سرحت مع نفسها: بقى يعني انا لو اتعلمت التفصيل، ابقى خياطة متسيطة و اشتهر و افصل الفستان بخمسميت جنية ؟!يا حلاوة يا ولاد

و بعد ما خلصت الشغل اخدت الدش التمام- ده غير دش ابلة عفاف- و طلعت على المركز، قدمت في فصول تعليم الخياطة و هي بتقدم طلبت من البنت اللي بتستقبل المتقدمين
زوبة: يا ابلة.. ممكن تقدميلي في فصول تعليم خياطة فساتين الخطوبة؟!0
البنت: مفيش نقاوة ..لازم تتعلمي تفصيل كل حاجة
زنوبة: و ده ياخد اد اية؟
البنت: انت و نباهتك
زنوبة في سرها.. اذا كنت اخدت سنة علشان اعرف اكتب اسمي يبقى حتعلم الخياطة في عشر سنين ..يلا مش اشكال
البنت: بتعرفي تفكي الخط و تكتبي اسمك؟
زنوبة بمنتهى الايباء و الشمم: طبعا

و بكده التحقت زنوبة بفصول الخياطة و رجعت تواظب تاني على الذهاب للمركز كل يوم العصر علشان تبقى خياطة شاطرة و يبقى لها وظيفة محترمة بدل خدمة البيوت
الحلقة القادمة تتبع نظرا لاقبال الجماهير

************************************

الحلقة الخامسة


و بعكس صعوبة تعليم الكتابة و القراية كان تعليم الخياطة سهل بالنسبة لزوبة و حست انها اتولدت علشان تكون خياطة و اتقدمت في فترة قصيرة ما احنا عارفين ان زنوبة أروبة
و الاهم انها كان عندها هدف و نفسها توصله و ده كان رافع معنوياتها جدا و مديلها دفعة و حافز للتقدم و الصبر و المواصلة صحيح ان الابلة اللي بتعلمهم الخياطة دقيقة قوي و بتخليها تفك الاسورة عشرين مرة لحد ما تتقن تشطيبها و تركيبها بس هي كانت مبسوطة علشان زي ما كانت -نص حياتها- شغالة بريمو كانت عايزة كمان تبقى خياطة بريمو

و بعد تلات سنين من الفك و التركيب و القص و الخياطة و الصبر قدرت زنوبة انها تفصل اول فستان محترم تشطيبه ممتاز و حست وقتها انها اتولدت من جديد، و اثناء الوقت ده كان بيتقدم لها عرسان كتير بس هي كانت بترفضهم كلهم لشكها انهم طمعانين فيها و في فلوسها و دهبها و كانت بتبعد فكرة الجواز دي عن دماغها و مش شايفة غير انها عايزة تبقى (حاجة).0

و كان اول الشهر ..و اخدت زنوبة الحماية التمام اللي بفرشة البلاط و سلك المواعين و لبست الفستان اللي مفصلاه و لبست دهبها و خرجت تتمشى في الشارع و كل اللي يقابلها يسالها :اية الشياكة دي يا زوبة ؟
ترفع راسها و تقول بصوت مسموع: عمايل ايدي وحياة سيدي!0

سابت زوبة شغلانة الخدامة واشتغلت في مشغل تفصيل سنتين ، و اترقت فيه من عاملة.. لاسطى لحد ما بقت مقصدار يعني المسئولة عن قص القماش.0

و في نفس الوقت كانت بتفصل للجيران لحسابها، و قدرت على مدار خمس سنين انها تعمل زباين و تتعرف بالاسم ، و بمساعدة زبونة كريمة عندها اجرّت شقة صغيرة و فتحت مشغل باسمها ، حقق نجاح كبير لان معارفها كتير من ايام ما كانت بتخدم في البيوت.0

فصلت زنوبة عشرات من فساتين الخطوبة و الافراح و كانت كل مرة تفصل فستان تحطه عليها و تبص في المراية و تقول: يا حلاوتك يا بت يا زوبة في الفستان ده ، بس لو كنتي لقيتي ابن الحلال اللي مش طمعان فيكي؟!! -بتنهيده- حكَم

و النهاردة زنوبة الأروبة خياطة مشهورة و سابت خدمة البيوت و حققت نجاح و فلوس لكن فضلت في حياتها امنية متعلقة ،كانت دايما بتتمنى تحققها بس خايفة تقدم على خطوة و ترجع تندم عليها و طبعا هي امنية الجواز من واحد متعلم بيشتغل وظيفة محترمة تتفشخر بيه في وسط صاحباتها
و لانها مش واثقة في نفسها و عارفة انها مش حلوة و ان محدش حيبصلها علشان ذاتها؛ كان هاجس العريس الطمعان فيها مسيطر عليها ومكنتش بتشوف في عنين اي حد من اللي بيتقدموا لها ؛غير عنين (حامد فانتم) و امه اللي كانوا عايزين ينهبوها .

اول صدمة في حياة الانسان ممكن تغير حياته و تسيطر على الباقى منها. ممكن بالسلب و ممكن بالايجاب بس على كل حال الانسان عمره ما بينسى الم اتعرضله، أو تجربة مرة عدت عليه ، و على راي المثل
(اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي)
:)

تمت
مع تحياتي
سمباتيك

Saturday, May 12, 2007

الحلقة الثالثة



و من اول لحظة قرأت زوبة في عنين ام حامد-رغم انها مبتعرفش تقرا- طمعها في الدهب و في القرشين اللي هي مدكناهم للزمن
و بان ده لما ام حامد طلبت من زوبة انها تبيع الغوايش و تدفع عربون اوضة النوم، و طلبت منها اكتر من مرة فلوس علشان تبيض الشقة و تصلح النملية و تركب طقم حمام جديد.صحيح دي من واجبات العريس بس طبعا علشان ابنها فلتة و محصلش فلازم العروسة تتعب و تشقى علشان تنال شرف الجواز منه و لما رفضت زوبة بدات ام حامد تكيل لها من المنقي كلام زي السم و بقت كل يوم تروح شغلها معيطة.0
و مفيش شهرين و كانت زوبة فاسخة الخطوبة و لما بنات الحتة سألوها: ليه؟؟؟0
قالت: دول داخلين على طمع يا امه ، بقى انا اشقى و اتعب، و هم يجوا يخدوها على الجاهز؟؟!! ميحكمشي
و هكذا.. ثلاث مرات تتخطب زنوبة و تفسخ الخطوبة لاسباب مختلفة:0
مرة بسبب اللي طمعانين في الدهب و مرة علشان العريس عايزها تخدم في البيوت و تساعد في مصروف البيت و هي عايزة تتستت و مرة علشان ام العريس عايزاها تسيب خدمة البيوت و تخدمها هي

و اتحولت بسمة زنوبة العريضة اللي بتبين سنانها و اغلب ضروسها لتكشيرة حزينة

و في يوم و هي عند (مدام سحر) بتنضف لها الشقة سرحت في اللي حصلها و قالت بتنهيده: يا ميلة بختي
سمعتها مدام سحر و قالتلها: مالك يا زوبة !!!ما انت اللي مميلة باختك بايدك يا بنتي.
زوبة: انا يا مدام؟ ده انا مخلتش في وسعي بد.. و عملت كل اللي عليا
سحر: ازاي بقى انت سايبة نفسك لعبة في ايدين العرسان، و معندكيش اي سلاح يحميكي من تقلبات الزمن
زوبة: فتحت عنيها جامد و فتحت بقها: ازاي
سحر: ليه متكمليش تعليمك و تشتغلي في اي مصنع و يبقى ليكي تامين اجتماعي و علاج و معاش بدل خدمة البيوت دي، صحيح انا حخسرك ..بس انت غلبانة و العمر حيجري بيكي و لما تعجزي مش حتقدري تخدمي و ساعتها حتاكلي ازاي؟

الكلام رن في ودان زوبة و اثر فيها و شالها من دايرة العرسان اللي كانت غطسانة فيها لدايرة اوسع و حلم اكبر و اعمق، انها بدل ما نفسها تتجوز من واحد متعلم ليه متبقاش هي متعلمة تقدر تتوظف و تبقى محترمة
و فضل الكلام يلف و يدور في مخها لحد ما راحت للست سحر الاسبوع اللي بعده و سالتها: قوليلي يا ست سحر هو انا اقدر اتعلم و اروح المدرسة و انا كبيرة كده؟
سحر: لا مينفعش تروحي المدرسة بس ممكن تقدمي في فصول محو الأمية و كمان تروحي بعد الضهر يعني مش حيأثر على شغلك و واحدة واحدة تاخدي الابتدائية
زنوبة: بابتسامتها العريضة: صحيح و النبي يا ست؟
سحر: ايوة يا بنتي و علشان تصدقي انا حاخدك بكرة العصر و نروح مركز السلام اللي فيه الجامع و المستوصف و فصول محو الأمية و تعليم الخياطة و حقدملك بنفسي.. مبسوطة يا ستي؟
زنوبة: بمنتهى الفرح: ربنا يخليكي يا مدام مبسوطة طبعا

و بكده خرجت زوبة من حزنها على ضياع اهدافها الصغيرة لفرحها باولى خطواتها في تحقيق اهدافها الكبيرة.0
الى اللقاء في الحلقة القادمة
سمباتيك

Friday, May 11, 2007

الحلقة الثانية


حامد فانتوم- صبي مكوجي- اشتهر بالاسم ده بعد ما وقع من بلاكونة الدور التاني و هو عنده سبع سنين و نزل حي من غير اي كسر! ماعدا شوية كدمات بسيطة.0
فانتوم عنده 21 سنة و ساقط اعدادية و كسيب بس فلوسه كلها ضايعة على قاعدة القهوة و السجاير ،و حاسس انه عمره ما حيعرف يحوش طول ما امه (ام حامد) وراه و منفضه جيوبه اول باول
و طبعا حامد كاي شاب نفسه يتجوز و يستقر و تبقى في حياته حته طرية تهون العيشة الناشفة اللي عايشها، و كان دايما يشوف زوبة كل اما تجيب له المكوي بتاعة السكان اللي بتشتغل عندهم او لما يروح يوصل المكوى لاصحابها كانت تفتح له باب الشقة بابتسامتها الواسعة،و طبعا مبتنساش تشخلل بالغوايش و هي بتاخد منه القمصان من باب اللي ما يشتري يتفرج

ام حامد (الست بديعة) ست قوية و مفترية و تلعب بالبيضة و الحجر، تعرف زوبة بحكم الجيرة و تسمع عنها انها كسيبة و يوميتها بتقف بخمسين جنيه ده غير اللي بتلهفه من السكان اشي لبس و اشي شنط ده غير اللي بتدكنه من وراهم.

نطت في دماغها فكرة انها تجوز ابنها لزوبة ( زنوبة) و اهي تضرب عصفورين بحجر اولا تجوز ابنها و تفرح بيه من عروسة دفيانه و مقرشة و متصيغة و ثانيا تجيب لها شغالة لهلوبة تنضف لها البيت.0

صحيح حامد مكنش موافق في الأول اكمن زوبة يعني مش حلوة و مش البنت اللي بيتمناها بس مع زن امه على ودانه و كبشة من الامثال اللي تيجي على الجرح من عينة( على اد لحافك مد رجليك) ، رضخ حامد للأمر الواقع و ضرب الجيل التمام في شعره و راح يخش من الباب ،اقصد يعني يقابل عم سيد
عم سيد ده جوز ام زوبة اللي اتجوزها بعد وفاة ابو زوبة و هي لسة حتة لحمة حمرا و وافق يربيها رغم انه بياع سريح على اد حاله ،و الراجل مقصرش خالص أول ما زوبة شبت و عرفت تقف على رجليها نزلها الشغل علشان تجيب لقمتها و كسوتها -ما علينا- قابل حامد عم سيد و طلب منه ايد زوبة بعد ما عصر على نفسه لمونة


في الاول زوبة فرحت اكمن جالها عريس، بس لما فاقت من الفرحة اكتشفت ان حامد مش هو فتى احلامها المتعلم صاحب الوظيفة الميري، بس مع ضغط جوز امها و امها عليها وافقت و هو ضل راجل و لا ضل حيطة و و خافت لتكون اللي بيقولوا عليها خطبوها اتعززت و سابوها اتندمت واتفقوا يشتروا دبل بس دلوقت و بعدين يعملوا كتب الكتاب و الشبكة و كان الاتفاق يتجوزوا مع امه في الاوضتين و الصالة بعد ما يفصلوا اوضة نوم بالقسط


و يوم ما راحوا يشتروا الشبكة اصرت ام حامد ان الدبل تبقى عيار تمنتاشر و من النوع الرفيع جدا زي ما تقولوا عايزة تخطب لابنها باقل الخسائر او التكاليف و لما زوبة اعترضت قالتلها

ارضي بقليلك يا اختي ، انت عارفة الفلوس دي جت ازاي!-مصمصة شفايف-حكم...بصوت منخفض رضينا بالهم و الهم مش راضي بينا

و دي كانت اول صدمة لزوبة،انها حاسة انها مش مرغوبة من ناحية حماتها و انها موافقة لاسباب تانية في الغالب الطمع اولها

عملوا حفلة على الضيق فوق السطح ،قراية فاتحة و دبل، و قعدوا ساعتين يتناقشوا مين حيدفع تمن الساقع اللي شربوه المعازيم

مش كان الشربات كفاية

هييييه

الى اللقاء في الحلقة القادمة


سمباتيك

Wednesday, May 09, 2007

مسلسل زنوبة الأروبة


الحلقة الأولى
البت زينب شغالة بريمو،صحيح هي مقرودة و شكلها ميديش سنها بس لهلوبة في شغل البيت، و كل سكان العمارةبيجروا وراها علشان تقبل تنضف لهم شققهم.0
زنوبة عندها سبع عشرة سنة، سمراء زي معظم بنات اسيوط ،شعرها مكتكت بس هيا بتفرده كل فترة بالبوطاس و الجاز علشان يبقى سايح و نايح على وشها من تحت لفه الايشارب او المنديل زي ما بتحب تسميه.0
عنيها ضيقة بس بتشوف بيهم كل صغيرة و كبيرة في البيوت ،و ابتسامتها العريضة اللي بتبين كل اسنانها و اغلب ضروسها بتديلك انطباع انها ساذجة و طيبة و يمكن هابلة ،على عكس ما الأيام بتثبتلك.0

و زي حلم كل البنات، بتحلم زنوبة انها تتجوز، بس طموحتها معدية شريحة المكوجية و البقالين و البوابين و نفسها تقب بقى على وش الدنيا و تتستت و تبقى هانم زي اللي بتشتغل عندهم و احسن
و نفسها تتجوز واد متعلم ،معاه دبلون مثلا او معهد ،و لا حتى يكون عسكري(إمن) اهي شغلانة ميري و السلام، علشان تتفشخر بيه في وسط صحباتها البوابات و الشغالات و تقول: الافندي بتاعي شغال كذا

و الايام علمتها ان اللي معاه قرش يسوى قرش و المراية عرفتها انها مش حلوة قوي يعني و ان كل محاولات التبيض و السنفرة مجبتش غير نتائج عكسية و ان لازم تعتمد على حاجة تانية في (توقيع)عريس في دباديبها

و اكتشفت ان (الصيغة) هي السلاح الذي لا يقاوم من اي شاب و هي اللي بتوقع الواد من دول على بوزه
فكانت بتحول فلوسها و مدخراتها اول كل شهر لمصاغ و تملى الطشت مية سخنة و تجيب الحجر و سلك المواعين و فرشاة البلاط و تدخل خمس.. ست ساعات الحمام تشيل ما خلفه غبار الشهر على سحنتها
و تطلع من الحمام مخلوق فضائي جديد بعد ما تكون قضت على بروة الصابون -اللي لطشتها من مدام السيسي اللي في الدور الخامس- و هدرت لتر الجاز- اللي اشترته من عم عبده بتاع الجاااااز- في القضاء على اخر فلول الجيش المعسكر في شعرها من جحافل القمل و الصبان

و تلبس الحتة الدهب الجديدة و تضرب الفستان الستان البمبى المسخسخ ابو تقويرة على الصدر و الصندل الازرق ابو كعب اجلاسيه و تتقمط بالمنديل الاصفر ابو ترتر و طبعا مبتنساش ترش معطر جو-اللي علقته من عند ام احمد اللي في الدور السابع- على هدومها و تقرص في خدودها يمكن الدم يتكسف و يظهر حماره-بفتح الحاء-0

و بعد ما تخلص المشروع ده من فحت و صب و انشاء و ترميم تطلع تتمشى في الشارع و تعدي على كل (بيوت المنطشقة) تشخلل بالغوايش يمكن حد من الشوبان يشوف او يسمع او يشم ان في بنت معدية


الى اللقاء في الحلقة القادمة

سمباتيك