تحت مصباح الأمل ؛جلست تشتهي دفء الحنان في ليلة شتاء باردة.
و فتحت شباك الذكريات في قلبها ، و وضعت كلتا يديها تحت ذقنها ،و جلست تشاهد خيال
الفرح ؛ يوم كان يرقص في حيها.
و تبسمت ، بسمه حنين و ألم، اسعفتها تنهيدة حارة ،التقطت معها أنفاسها ،و
أخرجت في زفيرها ..جزء من وجع.
سمعت طرقات ، حسبتها نبض قلبها المشتاق ،فتنبهت، فاذا بها تسمعها من جديد!
انتفضت، و عدلت جلستها ، و راحت تخبئ حنينها و أملها و تغلق شباك الذكريات ،و
تلملم أشواقها المبعثرة هنا و هناك،
و قالت في وجل: أيوة ، مين، ثانية واحدة.
و ذهبت في خطوات حثيثة نحو الباب ، تشاغب فكرها و يشاغبها ، أيعقل ان يكون هو ؟!
أيعقل انه سمع نداء قلبي؟
هل جاء يصالحني و يقول لي :انه لا يستطيع العيش من دوني
و يشاغبها فكرها : لا تتأملي، فقد نساكي..
لن يعود..
قد تكون طرقات قضبان قطار العمر الذي فاتك
و اسرعت خطاها كي تقضي على هذا القلق
و فتحت الباب
فاذا به ساعي البريد
تمددت تفاصيل وجهها ؛ فهذا ثغرها قد اتسع
و حاجباها سافرا الى قمة الأمل
و عيناها اتسعت ببريق الفرح
و تسلمت مجموعة خطابات
اغلق الباب.. و احتضنت رسائلها و اغمضت عيناها
اخيرا رد على رسائلي، ما زال يذكرني ، مازال يحبني
و اسرعت تعانق عيناها سطور الرسائل
و تسمرت
مكتوب على كل الرسائل بخط كئيب
"لم يستدل على صاحب العنوان"
انها رسائلها- له - قد عادت إليها
--
عبير