Friday, June 22, 2007

اهداء خاص


منذ ما يقرب من عام خطوت أولى خطواتي في عالم التدوين و كتبت أول تدوينة




كان عالما مضببا لا أعرف عنه الكثير غير أن صديقتي



قد حكت لي عنه ومدحته لي و اثارني حماسها له فرفعت حالة الفضول القصوى ،و قررت إقتحامه ،عازمة على التميز، راغبة في النجاح


كتبت الكثير و تعرفت على أفكار جديدة

و لكني لم أكتب


عنه

ربما لأني أراه بداخلي ساطع كالشمس و لكني اكتشفت أنه مجهول بالنسبة لكم


لذلك قررت اهداؤه هذه الكلمات في عيد المدونة الأول



****


كان أول لقاء بيننا لقاء عائلي ،لفت نظري بطابعه المتأنق و نرجسيته الملحوظة، و كان هذا النوع من الرجال يستفزني لأنه يرى نفسه فوق البشر ،و أن كل من حوله دونه .0
ربما اضفى عليه منصبه وقتها هذه الحالة من العجرفة


(استغلسته)


هذا هو التعبير الوحيد اللائق على حالتي وقتها. و مرت أعوام و التقينا مرة اخرى في احتفال عائلي ،و كانت الأخبار تنقطع بين كل لقاء و اخر


يومها ظهرت عليه فنون خفة الدم و الاستظراف فقتلع مني ابتسامة رضا

:)

و مرت سنين اخرى انتقطعت فيها أخباره .و كانت كل اخباري تصله أول بأول

فقد كان يسأل عني من باب الفضول لا من باب الحب


و على ما يبدو أن الحب أوله فضول و أوسطه اكتشاف و اخره تعلق


و في يوم في أول سنوات الجامعة وجدت احدى قريباتي تمهد لي حديثا عن عريس مرتقب


و كان اخر من أتوقع ان تفاجئني بإسمه


قلت :من؟


قالت:هو


لم اصدق وقتها ما سمعت فليس هناك شئ مشترك بيننا لا السن ولا الشكل و لا الطباع و احسست اني في كوكب و هو في كوكب اخر


لا أدري لماذا أحسست بهذا الشعور و لكني رفضت و تحججت بالدراسة و كذا و كذا


و في يوم جاء هو و أسرته بعد ميعاد مسبق مع والدي ليزورونا و فاتحوا والدي في رغبته في الزواج مني


و جلست معه و تناقشنا و لم نتفق على أي رأي يومها فقد كانت كل ارائنا متناقضة


و تصورت أنه لن يعود لزيارتنا مرة اخرى ،لاني كنت جافة في حواري معه ،و كأنني أخرج ما بداخلي من رفض في شكل كلمات

و لكن يبدوا أن القط لا يحب الا خناقه

كما يقولون


عاد و عاد و جلسنا مرات و مرات ،كنت احس في كل مرة يأتي فيها بقلبي يرفرف من الفرح ،و في كل مرة يمضي بأن قلبي يريد أن يخرج من صدري و يذهب معه

و لكن خوفي من الإرتباط كان يدفعني أن أقول


لا مش عايزاه


و كانت أمي تنصحني بأنه ممتاز و مناسب و أهله ناس طيبين و كذا و كذا

و لكني كنت أخاف من الفشل

رفضت و لكنه تمسك و أصر، و حتى يوم شراء الشبكة و أنا مترددة و خائفة و أقدم رجل و ارجع الأخرى


و لكن الأحداث مضت حتى كتب الكتاب


و بعدها اقتربت منه اكتر و تعلقت به اكتر


و كان كل مرة يأتي ليزورني؛ يحضر لي باقة ورد


زنبق و ورد بلدي أحمر و بمبي و عصفور الجنة و قرنفل


و لا أخفي عليكم مدى فرحتي بهذه الباقة و إهتمامي بها


كنت أشعر انه يزرع بداخلي كل يوم حدائق من الحب المعطر الذي لا تخطئه العيون


و كان لابد ان يسافر للعمل بالخارج


يااااه


كم اتالم كلما تذكرت حالتي وقت سفره كنت انتزع من داخلي


اشق


اتمزق


و كنت رافضة لفكرة السفر و لكن لا مفر لتأسيس عش الزوجية وتحقيق الأحلام


كيف نحقق أحلامنا بسحق أحلام أخر؟!0


و قبل ان يسافر اشترى لي عصفورين


أسميتهما لالا و توتة


و سافر و بكيت كما لم أبك من قبل


كنت أكتب له كل يوم خطاب ؛ فلم يكن وقتها قد ظهر الانترنت و لم اكن اعرف عن الكمبيوتر غير اسمه

فكنت اسجل له على شرائط كاسيت أحداث يومي و أحلامي و أفكاري و أخبار لالا و توتة و ارسلها له عبر البريد


و كنت انتظر مكالماته الأسبوعية في ترقب و شغف


فما أن يقترب موعد اتصاله حتى أضع الهاتف أمامي و أجلس انتظر


ان يرن.. فتدق معه أجراس قلبي


فرحا و شوقا و شغفا


و يوم مات لالا بكيت و اسرعت اسجل له مشاعري الطفولية و أشجاني و ربما كانت أشجانه هو أعمق و
أدق



فالغربة أشد من الموت


و عاد و تزوجنا و أنجبنا و عشنا حياة سعيدة و الحمد لله

و اليوم

و انا أعود بالذاكرة الى الوراء و أتذكر كل أيامنا الخوالي
أشعر انه أضاء في أيامي ربيعا زاهرا

و أنني لا أتخيل الحياة بدونه

أحبه و احترمه و أتمنى ان يطيل الله في عمري لأسعده
و أن يبارك الله لي فيه


زوجا


و حبيبا


و اخا


و


رفيق

.

Wednesday, June 13, 2007

دائرة...الوهم



داخل دائرة الضوء لا نرى شيئا و لا نبدي اي رغبة في ارتداء نظارات شمسية لاننا- و ببساطة- لا نريد ان نرى و لكن نكتفي بالدفئ الذي تمنحه لنا تلك الهالة الضوئية

هي حالة من العمى المحبوب، نعيشها باستمتاع ،و كاننا نشل حركة عقلنا في تبصر الامور، و نترك لخيالنا اللجام ليرتع في مساحات خضراء من الوهم و التخيل؛ كما الاطفال.

غيبوبة ،ندخلها بكامل وعينا ، لا نحاول الخروج منها و لا المعالجة من اثارها و انما نغيب انفسنا يوما بعد يوم لنظل قابعين تحت خيمة دائرة الضوء.

نسمع اصوات من بعيد تحذرنا و نكذبها.و نحس بايدي تشدنا و نركلها. و نقطع كل حبال الحقيقة الممدودة، فلا حاجة لها و نحن نسبح مع التيار لا ندري الى اين يوصلنا؛ الى شلال هادر كاسر؛ ام الى روض من الزهور!لا ندري و لكننا مشدودين الى بريق التجربة و لذة المجهول المنتظر

و عندما نتجاوز هذه الهالة الضوئية و نخرج الى الظل نلتفت لنراها على حقيقتها، فنتعجب كيف صدقنا الوهم و تلفحنا به! و أين كان عقلنا و وعينا! و هل هناك صلة بين دائرة الضوء و بين الجنون؟!

تساؤلات تطرح نفسها بعد رحلة مع الغيبوبة، وصلت بعدها لأرض الواقع بسلام.