Tuesday, December 18, 2012

صديقتي الوثيرة





إنها صديقتي الحبيبة، من تحتضنني و تسمع شكوتي بلا ملل.
 من تتحمل دموعي و تجلس ساعات نائمة بجواري تنتظر استيقاظي في هدوء.
تلك التي شاركتني أحلامي  و اقتسمت معي ساعات الراحة و الألم.

صديقتي التي لا و لم تحذلني يوما
ولم تتخلى عني
او تتحجج بغياب أو انشغال أو مرض
انها وسادتي
صديقتي الهادئة ..الوثيرة ..الصامتة




Friday, December 14, 2012

قصة حنين


تحت مصباح الأمل ؛جلست تشتهي دفء الحنان  في ليلة شتاء باردة.
و فتحت شباك الذكريات في قلبها ، و وضعت كلتا يديها تحت ذقنها ،و جلست تشاهد خيال الفرح ؛ يوم كان يرقص في حيها.
و تبسمت ، بسمه حنين و ألم، اسعفتها تنهيدة حارة ،التقطت معها أنفاسها ،و أخرجت في زفيرها ..جزء من وجع.

سمعت طرقات ، حسبتها نبض قلبها المشتاق ،فتنبهت، فاذا بها تسمعها من جديد!
انتفضت، و عدلت جلستها ، و راحت تخبئ حنينها و أملها و تغلق شباك الذكريات ،و تلملم أشواقها المبعثرة هنا و هناك،
و قالت في وجل: أيوة ، مين، ثانية واحدة.
و ذهبت في خطوات حثيثة نحو الباب ، تشاغب فكرها و يشاغبها ، أيعقل ان يكون هو ؟!
أيعقل انه سمع نداء قلبي؟
هل جاء يصالحني و يقول لي :انه لا يستطيع العيش من دوني
و يشاغبها فكرها : لا تتأملي، فقد نساكي..
لن يعود..
قد تكون طرقات قضبان قطار العمر الذي فاتك

و اسرعت خطاها كي تقضي على هذا القلق
و فتحت الباب
فاذا به ساعي البريد
تمددت تفاصيل وجهها ؛ فهذا ثغرها قد اتسع
و حاجباها سافرا الى قمة الأمل
و عيناها اتسعت ببريق الفرح
و تسلمت مجموعة خطابات
اغلق الباب.. و احتضنت رسائلها و اغمضت عيناها
اخيرا رد على رسائلي، ما زال يذكرني ، مازال يحبني
و اسرعت تعانق عيناها سطور الرسائل
و تسمرت
مكتوب على كل الرسائل بخط كئيب
"لم يستدل على صاحب العنوان"
انها رسائلها- له - قد عادت إليها
--
عبير

Sunday, December 09, 2012

فوق السحاب

نرتكب أحيانا خطيئة الجلوس فوق السحاب

و نحصن أنفسنا من برودة الواقع برداء الأحلام
نستمتع برؤية الدنيا من بعيد
فتصغر أمامنا أحجام الاشياء و الأشكال و المشاكل
و نستمتع بملمس السحاب الهش ولذة الامساك بالمستحيل

و مع هبوب رياح الحقيقة
يتبدد السحاب في ثوان
و نسقط من قمة الخيال سقوطا مدويا لنرتطم  بقسوة الواقع
وتعود الاشياء الى حجمها الطبيعي و أكثر
و تعود المشاكل أعتى و أعنف
  ورغم ذلك  ننتظر سحابة وهم  جديدة ،تفصلنا عن أرض الواقع القاسية و ترفعنا الى سماوات الخيال
نعم
اننا ندمن الأصتدام و السقوط
--
عبير
 

Wednesday, December 05, 2012

انتحار النهايات



بقدر جمال البدايات و دفئها و عنفوانها تأتي النهايات عاتية
لماذا نعجز على تحمل ثقل الغياب !و سيف الانتظار الذابح على أعناقنا  ! هل يصيبنا فيروس الملل!  هل نمرض بالاختباء؟
تأخذا دوامة الحنين الى نفس أماكن ولادة الفرح
فلا نجد الا الوحدة و خلاص المخاض
يوم كانت البهجة عنوان الحكاية تغير عنوانها الى ..وجع الحنين

يوما ما زرعت بكلماتي حدائق فرح و كان عنوان مدونتي كفيل أن يبهج القراء
و اليوم اعجز عن ارتداء قناع المهرج و تلوين احزاني بلون البهجة

اعجز عن فتح الستار بوجه مبتسم و ابتلع دموعي كما عودتكم و اتمام دوري في المسرحية
سامحوني
ففي الحلق غصة و في القلب ألم



فعندما تعجز البدايات أن تكتمل..فلابد من انتحار النهايات
 

Friday, November 30, 2012

مرثية

 
في قلبها ؛رسمت الأحزان طريقها، و لونته
 بلون الغربة الباهت
و نفثت رياح الوحدة صوت صفيرها الجارح
فزرعت سياج حادة من الفرقة بينها و بين الناس
هؤلاء الذين خذلوها 
و ابكوها
و طبعوا عليها ألوان قلوبهم  القاتمة
 و عاشت سنين طويلة في كهف الأهمال 

لتهرب من وحدتها القاسية ..رسمت على وجهها ابتسامة زائفة من الرضا
يحسب كل من يراها أنها من السعداء
و هي تعزف لحن الألم الحزين
ليل نهار


و جاء الربيع 
فرفعت شراع الأمل
تستقبل نسائم الحياة
لتحرك قاربها من زمرة التعساء لشط الأفراح
و سرت في شراينها بهجة دافئة بددت ثلوج الاغتراب

و استبشرت
ان الربيع قد يحمل لها الحلم السعيد
الذي خبئته سنين في صناديق الانتظار


عرفت تفاصيل وجهها الابتسام
و دق قلبها لأول مرة 
 فانتفض جسدها بفرحة اللقاء

 و لما نبتت زهور الأمان و ترعرعت شتلاتها الرقيقة


 جاء الشتاء ..متخطيا حدود الطبيعة 
و عاصفا بدور الصيف و الخريف
جاء مزمجرا
باردا
حادا
يخطف معطف الحب منها
و يجبرها على تحمل برودته
بلا غطاء

   وقفت لتنظر خلفها، حزينة
تعاتب من خذلوها و فرطوا في محبتها
بنظرة  ألم تغرقها الدموع
ثم خطت خطوات شجاعة
نحو الوحدة
من جديد  

Friday, November 23, 2012

عيون صديقتي


عيون صديقتي كتاب و رموشها الغزيرة قصص و حكايات ،و كحلها ليل طويل من الأحزان.
تكفيك نظرة واحدة  ، كي تفتح مغارة القصص الاسطورية المختبئة تحت جفونها و تتصفح رموشها في شوق لمعرفة آخر الرواية.
تحت هذا الرمش عمق و بصيرة ،و تحت الرمش الآخر؛ طفولة و براءة ،و ما أن تصل الى الرمش التالي؛ حتى تجد انوثة حانية و دلال.
الف معنا و معنى  يتشاجرون و يتضادون  في معارك خفيه في أرض رموشها السوداء.
تلك المصرية الملامح ، الأسطورية العيون، تجذبك من أول لقاء بنظراتها الخارقة ،و تلك العيون المتكلمة ،التي تزرع في عقلك مساحات من الشوق لمعرفة ترجمة للغة العيون ، فتُعمل عقلك و تستمتع بهذا الحذراللطيف.
في حوارات قليلة بين عيني و عينيها ، أثارت فضولي لمعرفة سر البريق الساطع من قمر عيونها ، تلك اللمعة المتخفيه وراء غيوم الكتمان و حياء الصمت.
و اكتشفت ان كحل الليل الساكن فوق جفونها.. متاهات ، لا يعرف بدايتها و نهايتها الا هي، فلكي ابحر في بحور اسرارها لابد ان تمنحني هي تصريح ملاحة.

Sunday, August 19, 2012

محاولات للعودة

 كنت دائما اهرب الى الكتابة لاتغلب على ضغوط الحياة، حتى تجمعت الضغوط و سدت كل طرق الهروب، فجف القلم و تاهت الحروف و حسبت اني اصبحت عاجزة عن نظم مجموعة من الكلمات تعبر عما بداخلي
افكار منقطعة و سطور مبتورة هي حصيلة ما كتبت
اهرب من الافكار الحزينة و احاول ان اكتب ساخرة من كل الآلام ، فأفشل
اعود الى نقطة الصفر
قلم و ورقة
و افكار مزدحمة و قلب يحب

Sunday, April 01, 2012

المصير

مصيري هو مصيركم، و هو ما نذهب اليه جميعا مهما اختلفت الواننا و اشكالنا و مبادئنا و افكارنا
هو المعبر الذي سنعبر حتما منه و نعود لنفترق و يكمل كل منا اتجاهه ليلقي مصيره
عن الموت اتحدث
ذلك الحدث الجلل الذي يحدث رغما عنك في وقت لا تتوقعه ،لا يفرق بين كبير و صغير ، يأتي لينسف كل ترتيباتك للغد
يصفعك على وجهك و يقول: توقف يا ابله ،علام تجري و تخاصم و تشاجر و تدبر !
فانت تسعى ما سعيت لأجل أن تعبر بي ، مخلفا ورائك مالك و اولادك و جاهك و عزوتك
موروثة كل تركتك ،حتى الملابس و لا يتبقى لك الا عملك و سيرتك بين الناس
انه الموت..
هاتفك يدق في منتصف الليل
ترد متعجبا من المتصل
قريبك؟!
خيرا
البقاء لله
من؟
فلان
عجبا فلان؟؟ انه يصغرني بأعوام
و لم العجب ...انه الموت
شعور يعتصرك.. ألم و ندم ..وجع و فراق
تساؤلات لا اجابات لها
افكار مبعثرة..ترتيبات محتملة...مواعيد الغيت، سفر تأجل
كل الحياة توقفت.. دقائق حداد

اختلطت دموع المشيعين بماء الغسل..كيف لشخص كان يغلق باب حمامه عليه ليغتسل في مراسم شديدة الخصوصية؛ كيف له ان يغتسل و قد تجمع حوله احبابه و قد تمدد أمامهم عار من كل شئ ليقلبوه يمينا و يسارا في مشهد الوداع الأخير!

سؤال لا جواب له الا.. انه الموت

تعفرت الارجل بتراب المدافن و سلمت الايدي على ايادي لا تعرفها ،و بكت العيون دموعا حارقات في مشهد من الحزن و الصدمة
و تقف عاجزا عن فعل شئ أمام صمت الحزن و صخب الألم
تكتشف أنك شديد الضئالة امام عظمة الموت

تستعيد نفسك رويدا رويدا من طرقات الاحزان و ترتب اوراقك ..متى سياتي دوري ؟ ماذا اعددت لهذه الرحلة؟ ماذا وضعت في حقيبتي؟ الشيكات ؟؟غير معترف بها في هذا المعبر بل ان كل حساباتي في البنوك ستوزع على اولادي و سيصبح لا حق لي في التصرف فيها ،لن احتاج بدلتي الجديدة التي اشتريتها بمبلغ ضخم بل ربما يأخذها قريبي فلان لان مقاسنا واحد، شقتي في المصيف الفلاني ستصبح بلا فائدة، سيارتي الفارهة الجديدة سيقودها فلان لتوصيلي لمثواي الاخير ثم يعود بها لاي مكان اخر الا عندي ،اقاربي واصدقائي و جيراني و اخواني سيترحمون علي؛ ثم ينخرطون في معترك الحياة من جديد و لا يتذكرني احد
ماذا اعددت لموتك؟ لا شئ
جهزت لكل الناس حولي ممتلكات يرثونها من بعدي و نسيت ان ابني لنفسي بيتا في الجنة !