Friday, November 30, 2012

مرثية

 
في قلبها ؛رسمت الأحزان طريقها، و لونته
 بلون الغربة الباهت
و نفثت رياح الوحدة صوت صفيرها الجارح
فزرعت سياج حادة من الفرقة بينها و بين الناس
هؤلاء الذين خذلوها 
و ابكوها
و طبعوا عليها ألوان قلوبهم  القاتمة
 و عاشت سنين طويلة في كهف الأهمال 

لتهرب من وحدتها القاسية ..رسمت على وجهها ابتسامة زائفة من الرضا
يحسب كل من يراها أنها من السعداء
و هي تعزف لحن الألم الحزين
ليل نهار


و جاء الربيع 
فرفعت شراع الأمل
تستقبل نسائم الحياة
لتحرك قاربها من زمرة التعساء لشط الأفراح
و سرت في شراينها بهجة دافئة بددت ثلوج الاغتراب

و استبشرت
ان الربيع قد يحمل لها الحلم السعيد
الذي خبئته سنين في صناديق الانتظار


عرفت تفاصيل وجهها الابتسام
و دق قلبها لأول مرة 
 فانتفض جسدها بفرحة اللقاء

 و لما نبتت زهور الأمان و ترعرعت شتلاتها الرقيقة


 جاء الشتاء ..متخطيا حدود الطبيعة 
و عاصفا بدور الصيف و الخريف
جاء مزمجرا
باردا
حادا
يخطف معطف الحب منها
و يجبرها على تحمل برودته
بلا غطاء

   وقفت لتنظر خلفها، حزينة
تعاتب من خذلوها و فرطوا في محبتها
بنظرة  ألم تغرقها الدموع
ثم خطت خطوات شجاعة
نحو الوحدة
من جديد  

1 comment:

أنا و دماغى said...

انا حساكى بتوصفى وصف دقيق للحالة اللى انا فيها :(

بوست حلو اوى :))