Monday, December 04, 2006

شعرة معاوية

هل جربت عزيزي القارئ ان تفقد لغة الحوار مع من تحب؟
ان تتحول كل اقوالك معه الي اشواك ورد تؤذي بقدر ما تسعد و تمتع

هل جربت ان تنقلب عليك أمواج الصفاء و الود فتختلط مع ماء المحبة حبات رمل القاع فتعكره و في نفس الوقت يصعب الوقوف امام تلك الموجات العاتية

هل جربت ان ينفرط عقد الاخاء حبة ..حبة حتي لا يبقى في يديك غير خيط حريري رفيع ان شددته انقطع و اصبح لا قيمة له؟
عزيزي القارئ
انا قد مررت بهذه التجربة
فقد كان لي صديق ,جاد علي به الزمان, فاشرق في ليل بارد و ملأ حياتي بالدفء فنعمنا سويا بعصور من السعادة و الايخاء و الود و التوحد حتى ظننا في كثير من الاحيان اننا شخص واحد ,له نفس الطباع و الخصال و حتى الالام و الامنيات
كثيرا ما ضحكنا و كانت لضحكاتنا معنى خاص في زمن الجدية الذي نعيشه
و لكن
و دائما هناك لكن
تغير الصديق او ربما تغيرت
فحل الشك و سوء الظن مكان الثقة و الود
و اطلقنا لسهامنا العنان كي ترتشق في قلب كل معني جميل زرعناه يوما
و تبدد الود و الايخاء و السعادة كتبدد السحاب البارد في يوم صيف حار
و صرنا امام لهيب الشمس الحارقة شمس الخصام و تبادل الاتهامات

كثيرا ما تمنيت لو كنا احتفظنا بشعرة معاوية
تلك الشعرة التي قال فيها معاوية لو ان بيني و بين الناس شعرة ما انقطعت فلو شدوها رخيتها و لو رخوها شددتها
تلك الشعرة التي تمكنك من التواصل مع خصومك في مساحة تبادل السلام بدلا من لقائهم في ساحة الحرب و القتال
تلك الشعرة التي انقطعت رغما عني و.. رغما عنه

و هكذا لم يتبقى في جعبتي الا الندم ربما على ما حدث و ربما على ما يحدث كل يوم و ساعات كثيرة يكون الندم على مجرد الخروج من عالمي الي عالم البشر

1 comment:

BackBone said...

وبوري رايح وبوري جاااااااااااااااي