لقطة...و تساؤل

شعر بوحدة بالغة و هو ينظر حوله فلا يجد غير الكثبان الرملية و الصحراء المترامية الملتحمة مع السماء و كأنها علبة احكم غطاؤها عليه, و هو يلعب دور فأر المعمل الحبيس في انتظار تجربة جديدة.

أين الغرفة المكيفة من هذا الحر العميق الذي يكاد دمه يغلي منه و أين الكرسي الوثير من هذا الإسفلت الساخن القاسي الذي تصل إليه حرارته رغم حذاؤه و أين كوب الماء المثلج في هذا العطش الخانق الذي الصق لسانه في اعلي حنكه فظن انه لن يستطيع الكلام بعد الآن.

هل من الممكن أن تزول النعم واحده تلو الأخرى في لمح البصر؟!

و يجد الإنسان نفسه تراجع قرون من التقدم و عاد إلي العصر الحجري لا كهرباء و لا ماء نقي و لا ريموت كونترول يحرك الأشياء و يقرب البعيد و يبعد القريب؟

إلي أي حد نحن ننعم بأشياء لا نقدرها إلا عندما تتسرب من بين أيدينا

أو ربما تواجد النعم الدائم يكسبنا شعور بعادية وجودها, فمن منا يحمد الله علي انفه الملتصق بوجهه طوال ثلاثين سنة و أكثر!

و لم يتوقف عن لوم نفسه, كيف انسي أن أملئ خزان الوقود قبل رحلة كهذه و كيف استحوذ عليّ التفكير لدرجة أنستني ملاحظة كل محطات الوقود التي مررت عليها ,ربما هو التسويف عدو الإنسان الأول.... لا هو النسيان..... أم انه سوء التقدير .... لا في الأصل هو الإهمال .

في الحقيقة هو لا يعرف بالتحديد علي أي شماعة يعلق غلطه, و لكنه قد وجد نفسه في مواجهة حقيقية مع ضعفه و قلة حيلته و هو الذي كان يظن انه فارس مغوار طوال الوقت.

لم يعد متأكد من شيء قدر تأكده أنه يستحق أن يكون الفائز بالجائزة الأولي في اللامبالاة.